الاثنين، 27 فبراير 2017

قريباً بين يديك شاحن لاسلكي حقيقي


ترغب الشركة التقنية الناشئة يانك تيك، والتي سميت على اسم مؤسسها جوش يانك، بإطلاق «أول شاحن لاسلكي لشحن أجهزتك لاسلكياً بصورة حقيقية.» وأطلقت الشركة حملة على موقع إنديجوجو لتمويل هذا المشروع، وتخطت هذه الحملة هدفها بكثير بجمع 25,000 دولار.
يعد مصممو الصندوق الأم بتوفير الشحن اللاسلكي لأجهزتك الذكية بنظام أندرويد أو نظام آي أو إس، وذلك باستطاعة 2 إلى 10 واط، اعتماداً على بعد الجهاز عن الصندوق الأم. ويبدو الجهاز ذاته على شكل كرة قدم صغيرة، ويجب أن يبقى متصلاً بالكهرباء طوال الوقت. تقدم الشركة أيضاً نسخة أصغر تعمل بالبطارية دون الحاجة إلى كهرباء دائمة. إضافة إلى هذا، يجب أن يكون الجهاز الذي تريد شحنه مزوداً بمستقبل عبر وصلة شحن USB.
على الرغم من وجود بعض القيود التي يفرضها هذا المنتج، إلا أنه قد يكون الخطوة الأولى نحو انتشار الشحن اللاسلكي للأجهزة. فمع تزايد عدد الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء، التي تصلنا بطرائق لم نكن لنتخيلها من قبل، لن تكون الأسلاك والمآخذ التقليدية كافية لتزويد هذا العدد الكبير من الأجهزة بالطاقة.
تدعوك الشركة اليوم لتحجز شاحنك اللاسلكي من خلال الحملة على موقع إنديجوجو، لتستفيد من العرض الخاص للشراء المسبق بسعر 79 دولار. ويتوقع بدء الشحن في سبتمبر من هذا العام.
قريباً بين يديك شاحن لاسلكي حقيقي

هل ستقوم تكنولوجيا الواقع المعزز بتغيير الحياة في الإنترنت؟

باختصار
  • يسعى الواقع المعزز إلى ما هو أكثر من السماح للمستخدمين بالاتصال بالإنترنت، حيث يهدف أيضاً إلى نقل هذه التجربة خارج الحدود الضيقة لشاشة الحاسوب.
  • يعتبر الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع الممزوج أدوات تقنية ستحسن من قدراتنا الرقمية، وتنقلها إلى عصر جديد.
بدأت الشبكة العالمية بالعمل في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وبهذا تعرف الكثير من الناس على الإنترنت.
انقر هنا لاستعراض مخطط المعلومات الرسومي بالكامل
انقر هنا لاستعراض مخطط المعلومات الرسومي بالكامل
في البداية، كانت الإنترنت مجرد شيء على أطراف المجتمع، وكان استخدامها محصوراً بقلة مختارة من الذين أسرتهم إمكانية إرسال المعلومات حول العالم آنياً. لم تتوفر سوى بضعة مواقع، ولم يكن لدينا كثير من الأشياء نفعلها على الإنترنت. في المحصلة، وبعد تزايد إضافة المحتوى، اجتذبت الإنترنت الجميع. والآن، أصبح من المستحيل لأي شخص أن يعيش في مجتمع دون اتصال بالإنترنت.
بدأت الإنترنت مرحلة جديدة بالاعتماد على الواقع المعزز، وقرينه الأكثر شعبية، الواقع الافتراضي. فهما سيضعان المستخدم داخل الإنترنت، وسيسمحان له بالتفاعل معها في فضاء ثلاثي الأبعاد، بدلاً من استخدام شاشة. وينقل الواقع الافتراضي المستخدم إلى عوالم جديدة تماماً، أما الواقع المعزز فيضيف العالم الرقمي إلى العالم الحقيقي.
لا تصدق حتى ترى بأم عينك، إن سنحت لك الفرصة، وإلى حينها، ندعوك أن تشاهد هذا العرض لجهاز هولولينز من مايكروسوفت حتى تعرف عما نتحدث.
ما زال الوقت مبكراً، وما زالت التجهيزات غير مكتملة، والتطبيقات محدودة للغاية. لكن أثناء قراءتك لهذا المقال،هناك من يعملون في كافة أنحاء العالم على نشر تطبيقات الواقع المعزز في كل مكان بحيث سيبدو العالم الحقيقي فارغاً وباهتاً.
عملياً، ليس هناك جانب من الحياة لن يتأثر بالواقع المعزز. التعليم، الفنون، الأعمال، الرياضة، السفر، الترفيه... كلها سيتم تحسينها بإضافة وتطبيق الواقع المعزز عليها، تماماً كما تحسنت عن طريق الإنترنت. تخيل أن تجلس على طاولة اجتماعات مع أحدهم، ويظهر إلى جانبه فجأة مخطط معلومات رسومي يخبرك كل ما تحتاج لمعرفته عنه. أو تخيل أن تسافر إلى الأمازون، وترى آنياً كل ما ترغب بمعرفته عن كل نبتة وحيوان يقع عليه بصرك. أو أن تخوض قتالاً تدريبياً مع محمد علي كلاي، أو تلعب مباراة فردية ضد مايكل جوردان.
قد تكون أهم التطبيقات تلك التي تتمحور حول تعليم الأطفال. لنكن واقعيين، فالعالم الرقمي أكثر جاذبية من أي غرفة صف. وللاستحواذ على انتباه التلاميذ، سنحتاج لإحضار العالم الرقمي إلى داخل غرفة الصف، ويؤمن الواقع المعزز الأداة المثالية لهذا. وبدلاً من أن يحدق الأولاد بالسبورة وجهاز الإسقاط الضوئي، ستظهر أمامهم دروس تفاعلية حية.
من المصطلحات التي تصادفنا أيضاً: الواقع الممزوج (MR: Mixed Reality). ولا يمكننا تمييزه بسهولة عن الواقع المعزز نظراً لعدم وجود تعريف واضح لكليهما. ويعد مشروع الواقع الممزوج المرتقب من شركة ماجيك ليب أكثر إثارة لحماس المستخدمين. وتمكنت الشركة من جمع 1.4 مليون دولار من التمويل للمحافظة على سير مشروعها بالغ السرية. وليس في حوزتنا سوى بضعة فيديوهات مسربة عن إمكانيات هذا النظام كما كان منذ سنتين.
إلى أين يتجه كل هذا؟
مر أكثر من 20 عاماً بقليل على تقديم الإنترنت إلى الجماهير عبر الشبكة العالمية، لكن في هذا الوقت القصير، أثرت بشكل هائل على عدد كبير جداً من الناس. وهي تتطور بسرعة إلى درجة أن وتيرتها بحد ذاتها تتسارع، أي أننا سنشهد في الأعوام العشرين المقبلة من التغيرات أكثر مما شهدناه في الأعوام العشرين الفائتة.
يعد الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والواقع الممزوج (يجب أن يبتكر أحدهم اسماً جذاباً يجمع المصطلحات الثلاثة) الأدوات المستقبلية التي ستدفع بالعالم الرقمي إلى الأمام. ستتحسن التجهيزات، وسيزداد المحتوى، ما يسمح للإنترنت في نهاية المطاف بأن تقفز من الشاشة إلى العالم الخارجي. ستكون حولنا في كل مكان، وستنتشر في عالمنا رقمياً وتقدم لنا في الوقت ذاته عوالم جديدة.
ربما يجب ألا نتساءل ماذا سنفعل بهذه التقنيات، بل ماذا ستفعل هي بنا؟
هل ستقوم تكنولوجيا الواقع المعزز بتغيير الحياة في الإنترنت؟

حواسيبنا ستتعلم كيفية برمجة نفسها بنفسها

باختصار
  • يمكن لنظام التعلم الآلي ديب كودر أن يحدد ويجمع أجزاءً من الرماز البرمجي ضمن البرامج الموجودة مسبقاً، وذلك لكتابة برامج جديدة تصل إلى خمسة أسطر من التعليمات البرمجية.
  • قد يصبح ديب كودر أداة قيمة للمبرمجين للتعامل مع الأعمال البرمجية الرتيبة، بحيث يتفرغ البشر للمهام المعقدة.

صيد الرماز البرمجي

يعرف متابعو الموسم الأول من مسلسل ويست ورلد على قناة «إتش بي أو» أن من أهم ملامح الذكاء الاصطناعي للمضيف الآلي في المسلسل، إن جاز التعبير؛ قدرته على كتابة رمازه البرمجي ذاتياً. ويعد هذا نمطاً من التفكير والنقاش المنطقي الذاتي، وهو شيء ما زالت تقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية بعيدة جداً عن تحقيقه. غير أن إحدى الشركات تحاول ردم هذه الهوة، باستخدام خوارزميات التعلم العميق التي تعتمد على البرمجة الاحتمالية، واقتربنا خطوة إضافية من تحقيق ذكاء اصطناعي يبرمج ذاته بفضل نظام ديب كودر الذي صممه باحثون منمايكروسوفت وجامعة كامبريدج.

انقر هنا لاستعراض ملف المعلومات الرسومي بالكامل
انقر هنا لاستعراض ملف المعلومات الرسومي بالكامل

ويعرّف ديب كودر بأنه نظام للتعلم الآلي قادر على كتابة رمازه البرمجي ذاتياً. وينفذ هذه العملية بالاعتماد على تقنية تسمى محاكاة البرامج، فيشكّل البرامج بتجميع أسطر برمجية موجودة يأخذها من برامج أخرى، وهو ما يفعله المبرمجون البشر. وعند طلب نتيجة محددة منه يستطيع ديب كودر تحديد الأسطر البرمجية أو أجزاء الرماز البرمجي المفيدة لتلك المهمة.
كتب الفريق البحثي بقيادة ألكسندر جاونت من قسم الأبحاث في مايكروسوفت وماتيج بالوج من كامبريدج: «تعتمد مقاربتنا على تدريب الشبكة العصبونية على توقع خصائص البرنامج الذي يولد الخرج بالاعتماد على الدخل. ونستخدم هذه التوقعات من الشبكة العصبونية لتعزيز تقنيات البحث في لغات البرمجة، ويشمل ذلك استخدام البحث السردي وأداة الحل SMT.» تخضع الدراسة حالياً للتدقيق لعرضها في المؤتمر الدولي الخامس للتمثيلات التعليمية (ICLR 2017) في أبريل المقبل.

البرمجة للجميع

اجتاز ديب كودر بنجاح التحديات الأساسية بأسلوب الدخل/الخرج المعتمدة في المسابقات البرمجية. فتمكّن من البحث في الأسطر البرمجية بصورة أدق وأوسع مجالاً من المبرمجين البشر، وتجميع رماز برمجي بأسلوب قد لا يخطر على بال البشر وبسرعة أكبر. ونظراً لكون ديب كودر خوارزمية تعلم عميق، ستزداد قدرته على تجميع الأسطر من الرمازات البرمجية كلما قُدّمت إليه معضلات جديدة.

حقوق الصورة: بيكساباي
حقوق الصورة: بيكساباي

في المحصلة، تتيح هذه الخوارزمية لغير المتخصصين بالبرمجة بناء برامج بسيطة بسهولة. ويعتقد الباحث مارك بروكشميدت، أحد الباحثين من مركز مايكروسوفت البحثي في كامبريدج في المملكة المتحدة، أن هذه المقاربة قد تسمح لغير المتخصصين بتوصيف البرنامج فقط وترك مهمة بنائه للنظام. ويقول أرماندو سولار-ليزاما، البروفسور المساعد في معهد ماساتشوستس للتقنية غير المشارك في البحث، لمجلة نيو ساينتيست: «فجأة، أصبح بإمكان الجميع زيادة إنتاجيتهم بصورة كبيرة جداً، وبناء أنظمة كان يستحيل بناؤها سابقاً.»
تستطيع النسخة الحالية من ديب كود التعامل مع تحديات برمجية تصل إلى حوالي خمسة أسطر من التعليمات البرمجية. ويقول بروكشميدت إن النسخ اللاحقة من ديب كودر قد تسهل بناء البرامج الشائعة المستخدمة لاستخلاص المعلومات من المواقع الإلكترونية دون الحاجة لمبرمجين بشر. يقول سولار-ليزاما: «تستطيع الأتمتة التي يقدمها هذا النوع من التقنيات أن تحقق أثراً كبيراً في مقدار الجهد المطلوب لتطوير البرمجيات.» غير أنه لا خطر على وظائف المبرمجين في الوقت الحالي، لأن هذه التقنية لن تحل محل البشر، بل ستتعامل مع الأعمال البرمجية الرتيبة، كي يركز المبرمجون البشر على الأعمال الأكثر تعقيداً.
حواسيبنا ستتعلم كيفية برمجة نفسها بنفسها

الهند تحطم رقماً قياسياً بمزرعتها الشمسية الجديدة

باختصار
  • أصبحت الهند الآن موطناً لأكبر مزرعة شمسية في العالم، تمتد على 10 كيلومترات مربع، وتعمل باستطاعة 648 ميجاواط.
  • تمتاز الهند باقتصاد سريع النمو، وبدأت تحصل على كميات متزايدة من الطاقة عبر المصادر المتجددة.
قد تكون الصين أكبر منتج للطاقة الشمسية في العالم، ولكن جارتها الهند لا تقل عنها طموحاً من ناحية الطاقات المتجددة. فهي تستثمر في المكان الصحيح، ومن المتوقع أن تصبح ثالث أكبر سوق للطاقة الشمسية في العالمبعد الصين والولايات المتحدة. ومن الأمثلة الواضحة على هذا التوجه أن الهند بدأت بتشغيل أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم.
لا تقتصر أهمية هذا الإنجاز على تأمين حاجات الطاقة المستقبلية للهند وحسب، بل تأمين احتياجات الطاقة الحالية أيضاً.

تحطيم الأرقام القياسية

يمتد الموقع الجديد لمجموعة أداني في ولاية تاميل نادو في جنوب الهند على مساحة 10 كيلومترات مربع، باستطاعة 648 ميجاواط. أي ما يزيد بمقدار 100 ميجاواط تقريباً عن المزرعة الشمسية توباز في كاليفورنيا، والتي كانت تحمل الرقم القياسي السابق.
بنيت المحطة خلال ثمانية أشهر فقط بكلفة 679 مليون دولار، وتتألف من 2.5 مليون وحدة طاقة شمسية إفرادية. وتقول التقديرات إنها ستنتج من الكهرباء ما يكفي لحوالي 150,000 منزل عندما تعمل بالاستطاعة الكاملة.
يتألف هذا المشروع من خمسة محطات ضمن موقع واحد، وبفضل هذا المشروع تجاوزت الهند في الاستطاعة الكلية لتجهيزات الطاقة الشمسية قيمة 10 جيجاواط، وهو إنجاز لا يمكن أن تتباهى به إلا بضعة بلدان.
كلفة واستطاعة تجهيزات الطاقة الشمسية في الهند. الصورة من: بريدج تو إينديا
كلفة واستطاعة تجهيزات الطاقة الشمسية في الهند. الصورة من: بريدج تو إينديا

صدارة العالم في الطاقات المتجددة

وقعت الهند على اتفاقية باريس، ومن المتوقع أنها ستفي بالتزاماتها تجاه الطاقات المتجددة قبل الموعد المحدد بثلاثة أعوام، وتتخطاها بمقدار النصف تقريباً. وتهدف الهند إلى توليد ما يقارب 60% من احتياجاتها الكهربائية من مصادر مغايرة للوقود الأحفوري بحلول العام 2027.
تعد الطاقة الشمسية موضع اهتمام خاص، فهي تشكل حالياً 16% فقط من مجمل توليد الكهرباء بالطاقات المتجددة، ولكن تهدف الخطط إلى رفع هذه النسبة إلى ما يزيد عن النصف بحلول العام 2022، أي 100 جيجاواط من أصل 175 جيجاواط. ستساهم المحطات الكبيرة بشكل كبير في تحقيق هذا الهدف، وتخطط الحكومة لبناء 33 حديقة شمسية في 21 ولاية، باستطاعة 500 ميجاواط على الأقل لكل منها.

ردم الهوة

على الرغم من كل ما سبق، ليس الاهتمام بالطاقة الشمسية مجرد استثمار في المستقبل. فالاقتصاد الهندي أحد الاقتصادات الأسرع نمواً على مستوى العالم، وتضاعف استهلاك الطاقة في الهند منذ العام 2000، وذلك وفقاًللوكالة الدولية للطاقة.
أعلنت الهند، في العام الماضي، أنها حققت وفراً في الطاقة لأول مرة في تاريخها، على الرغم من أن جريدة ذا هيندو أوردت أن 300 مليون شخص ما زالوا محرومين من الكهرباء، إضافة إلى استفحال تقنين الطاقة. ويبدو أن هذه الطاقة الزائدة في الشبكة لا يتم استهلاكها، ببساطة، لأن بعض شركات الكهرباء الحكومية لا تستطيع تحمل تكلفة شراء ما يكفي من الكهرباء.
أطلقت الحكومة الهندية مؤخراً خطة للطاقة، وزادت هدفها الاستثماري في مجال الطاقة الشمسية إلى 100 مليار دولار، وذلك في محاولة لمواجهة هذه المشاكل المباشرة، وتأمين احتياجات الطاقة للمستقبل البعيد.
يعتبر هذا أمراً مهماً، على الرغم من أن الصين توشك على أن تسبق الهند بمزرعة شمسية أكثر ضخامة قادرة على توليد 850 ميجاواط من الطاقة، ما يكفي لـ 200,000 منزلاً.
الهند تحطم رقماً قياسياً بمزرعتها الشمسية الجديدة

المغرب ستمتلك أكبر محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في العالم قريباً

باختصار
كثيراً ما نسمع عن مشاريع للطاقة المتجددة في أنحاء مختلفة، لكن ماذا عن الوطن العربي؟ هل سمعتم بمشروع "نور" من قبل؟
يتجول السياح في مدينة قسنطينة الجزائرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط متمتعين بجمال المدينة وبهاء جسورها، ولا تكتمل جولتهم دون المرور بالمسجد الأخضر، وهو مسجد كبير بناه أحد الحكام العثمانيين قبل أكثر من مئتين وخمسين سنة وهو اليوم معلم تراثي ووطني كبير له مكانته في الجزائر. لكن ربما لا يعلم الكثيرون أن هناك مسجد أخضر في الجارة المغرب، وتحديداً في العاصمة الرباط، وأن المملكة المغربية تخطط لجعل كافة مساجدها خضراء، وأن أغلبها قد لا يدخل اللون الأخضر في تصميمها بالضرورة. في الواقع، فإن المسجد المذكور هو مسجد السنة بوسط العاصمة المغربية وهو يعتمد كلياً على الطاقة الشمسية لذلك يعد صديقاً للبيئة وهو بالتالي أخضر، وهو جزء من خطة حكومية بعيدة المدى تهدف لتشجيع الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وقد بدأت تثمر نتائج ملموسة ومبشرة.
الجامع الأخضر في المغرب المصدر:pixabay
الجامع الأخضر في المغرب
المصدر:pixabay
من نافلة القول أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي منطقة غنية بمصادر الطاقة، فبحور النفط التي تعوم فوقها منطقة شبه الجزيرة العربية والعراق وليبيا وآبار الغاز المنتشرة في الجزائر يعرفها القاصي والداني، لكن قصة المنطقة مع الطاقة لا تنتهي هنا، فالشمس التي تسطع بقوة في المنطقة ترسل مع أشعتها كمية من الطاقة تعادل 5.1 مليون برميل من النفط الخام لكل كيلومتر مربع سنوياً، وهذه الأرقام قد دفعت الكثير من الحكومات أن تفكر ملياً بالاستفادة من الهدايا المجانية التي تقدمها السماء دون انقطاع ودون خوف من نضوبها. فإمارة أبوظبي تخطط لتأمين 7% من احتياجاتها من الطاقة من الطاقة الشمسية بحلول 2020، بينما ستكتفي الكويت بـ 5% بحلول سنة 2030  أما مصر فستسعى لتأمين 20% من احتياجاتها من مصادر طاقة متجددة، لكن إذا اتجهنا نحو أقصى غرب المنطقة أي المملكة المغربية سنجد أن هذه الأرقام تقفز فجأة لتصبح 42% بحلول سنة 2020 و52% عام 2030، لذلك من المفيد التعرف على التجربة المغربية بهذا الخصوص.
بداية، من المفيد التذكير بأن المغرب لا تملك مصادر للطاقة الأحفورية بكافة أشكالها الصلبة والسائلة والغازية فهي تستورد 96% من احتياجاتها من الطاقة، والطلب على الطاقة الكهربائية يزداد بمعدل 8% سنوياً، ومن المتوقع تضاعف الطلب على الطاقة مرتين سنة 2020 وثلاث مرات سنة 2030 مالم تحرك الحكومة ساكناً، ومن هذا الواقع اتجهت المملكة للبحث عن مصادر أخرى للطاقة، فاتجهت للأعلى نحو الشمس عوضاً عن التنقيب في جوف الأرض أو أعماق البحار، ونظراً لكون القضية على درجة عالية من الأهمية فقد تم تزويدها بالبنية التحتية اللازمة لتفعيل الحلول كافة الممكنة والحرص على استمراريتها.
فقد تم وضع التشريعات التي تنظم قطاع الطاقة وتحفز المستثمرين على التوجه إليه فقد بدأ العمل بالقانون 13/09 سنة 2010، وهو قانون يتعلق بالترخيص للقطاعين العام والخاص للاستثمار بمجال توليد وتحويل الطاقة وتحفيز الشركات على التوجه باتجاه الطاقات المتجددة وفي طليعتها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
محطة في المغرب- حقوق الصورة: wb
محطة في المغرب- حقوق الصورة: wb
المصدر:حلم أخضر
كذلك تم إطلاق المؤسسات التي ستنظم وتحتضن كافة المشاريع والفعاليات المتعلقة بالطاقة المتجددة منذ عام 2009، نذكر منها: الوكالة الوطنية لتنمية الطاقة المتجددة، الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، شركة الاستثمارات في مجال الطاقة ومعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة.
وقد بدأت المملكة والتي ترسل الشمس إلى كل كيلومتر مربع من أراضيها 2100 – 2350 كيلو واط ساعي، بمشروع ضخم لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية يعرف بمشروع "نور"، وقد تم إطلاقه سنة 2013 وأنجزت أولى مراحله السنة الماضية ببناء محطة نور- 1 والتي كلفت 660 مليون دولار، وهي محطة تمتد على مساحة 4.5 كم² وتحوي نصف مليون مرآة عاكسة وتنتج 160 ميغا واط سنوياً، ما سيوفر على الدولة استهلاك مليون طن من الوقود الأحفوري وسيخلص الهواء من 3.7 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون. وعند انتهاء المشروع سنة 2020 ستكون المغرب قد امتلكت أكبر محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بالعالم والتي ستحتوي على 1.7 مليون لوح شمسي وبإنتاج قدره 2000 ميغا واط سنوياً، مما سيقلل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 9 ملايين طن سنوياً. ومما لا شك فيه أن ضخامة المشروع تتناسب مع كثافة الطاقة التي ترد من الشمس والتي لا يمكن استغلالها بفعالية إلا بمحطة بهذا الحجم، مع العلم أن الكلفة الإجمالية للمشروع تقدر بـ 9 مليار دولار.
كذلك لم تكتف المملكة بتجربتها الخاصة في هذا المجال بل شاركت بمشروع أكبر على مستوى أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهو مشروع ديزرتك Desertec. هذا المشروع هو عبارة عن مبادرة تهدف لاستغلال السطوع الشمسي الغني بالطاقة في المناطق القريبة من مدار السرطان في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وقد استجابت المغرب للمبادرة وتعد اليوم الدولة الأفريقية الوحيدة المرتبطة مع أوروبا بكبل للطاقة، وذلك كجزء من هذا المشروع الضخم والذي من المتوقع أن يعود على المملكة بريع قدره 400 مليار دولار سنة 2020.
مع انطلاق صفارات الإنذار المتعلقة بواقع مصادر الطاقة في العالم، سواء تلك التي يطلقها علماء الجيولوجيا بخصوص ما تبقى من احتياطي النفط المخزون في البحار والبراري، أو نداءات الاستغاثة التي يطلقها علماء البيئة والمناخ والتي تدعو للتوقف عن بث السموم في الغلاف الجوي، ينبغي النظر إلى التجربة المغربية على أنها مثال ينبغي على جميع دول المنطقة احتذاؤه، خاصة أن المنطقة مهيأة طبيعياً وجغرافياً للاستفادة من مصادر متجددة للطاقة، مع التركيز على الدور الذي لعبته البيئة التحتية التشريعية والمؤسساتية على إنجاح هذه التجربة.
المغرب ستمتلك أكبر محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في العالم قريباً

الأحد، 26 فبراير 2017

ناسا تطمح إلى الحصول على الطاقة الشمسية من الفضاء مباشرة

باختصار
  • في العالم الماضي، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن استهلاك الطاقة العالمي سيزداد بنسبة 50% بين عامي 2012 و2040.
  • على مدى خمسة أعوام، فكر باحثون من ناسا والبنتاجون بأساليب لمواجهة بعض الصعوبات المتعلقة بالألواح الشمسية، وتوصلوا إلى بعض الحلول المناسبة.

طاقة الشمس

كانت انطلاقة الألواح الشمسية الفضائية بطيئة بعض الشيء، لكن هذه التقنية قد تكتسب زخماً في العقود المقبلة. ومنذ ظهور فكرة الطاقة الشمسية، كانت تعاني من قصور حاد كطاقة متجددة: لأنها لا تعمل إلا بوجود الشمس. أي لا نستطيع استخدامها بفعالية إلا في المناطق المشمسة والجافة. وحتى في الأيام الخالية من الغيوم، فإن الغلاف الجوي ذاته يمتص بعضاً من فعالية طاقة الشمس. ويجب ألا ننسى أيضاً أن الألواح الشمسية على الأرض، حتى في أفضل الظروف، تكون موجهة بعيداً عن الشمس لنصف الوقت تقريباً، خلال الليل.
ولهذا حاول باحثون من ناسا والبنتاجون، على مدى خمسة أعوام، أن يجدوت وسائل للتغلب على هذه الصعوبات المتعلقة بالألواح الشمسية، وتوصلوا إلى بعض الحلول المعقولة. وقدمت عدة عروض لبناء ألواح شمسية خارج الغلاف الجوي، ويتطلب إرسال كثير منها وجود مركبة فضائي على شكل محطة مزودة بمجموعة من المرايا لعكس ضوء الشمس إلى أداة لتوليد الطاقة. ثم إرسال الطاقة المولدة إلى الأرض بواسطة جهاز بث لليزر أو الأمواج الميكروية. وتوصل الباحثون حتى إلى أساليب لتعديل طاقة هذه الأمواج بحيث لا تؤثر على أية طيور أو طائرات في مسار الشعاع.
حقوق الصورة: فيوتشريزم
حقوق الصورة: فيوتشريزم
تعمل هذه الألواح الشمسية الفضائية دون أي إعاقة من الغيوم، أو الغلاف الجوي، أو دورة الليل والنهار. إضافة إلى هذا، وبما أن العمل سيكون مستمراً، فلا داعٍ لتخزين الطاقة لاستخدامها لاحقاً، وهي عملية قد تضيع ما يصل إلى 50% من الطاقة المخزنة.
يقول مؤيدو هذه الطريقة إننا نمتلك حالياً كل المعرفة العلمية الأساسية اللازمة لتصميم هذه الألواح الشمسية الفضائية وتشغيلها، لكن المعارضين مثل إيلون ماسك مؤسس تسلا، يقولون أن التكاليف الأولية ستكون كبيرة جداً. وفي 2012، اقترح ماسك لمجلة بوبيولار ميكانيكس أنه «يجب أن نقضي على هذا المشروع قضاء مبرماً.»

الانطلاق

مع تراكم الأدلة على التغير المناخي، يبدو أن تكلفة إنتاج الطاقة تتجاوز مسألة النقود فقط. ولا يمكن لكثير من الأفراد ذوي الوعي البيئي أن يتجاهلوا وجود مصدر فعال ومتجدد للطاقة، بأثر كربوني صغير ودون مخلفات تقريباً. ومن هؤلاء الأفراد «بول جيف،» وهو مهندس مركبات فضائية في مختبر الأبحاث التابع لسلاح البحرية الأمريكي.
شارك جيف في مارس الماضي في التحدي الأول ضمن قمة الإبداع في الدبلوماسية والتطوير والدفاع (D3) لوزارة الدفاع الأمريكية، وقدم خطته لتطبيق نظام فضائي لتوليد الطاقة الشمسية. ومن بين 500 مشاركة، حازت خطة جيف للطاقة الشمسية الفضائية على أربع جوائز من أصل سبعة. وتتضمن خطة جيف محطة توليد مدارية تجريبية قادرة على توليد ما يكفي من الطاقة لأكثر 150,000 منزل خلال 10 أعوام بتكلفة 10 مليارات دولار. ويقول جيف أن الاستثمار رابح على المدى البعيد.
يقول جيف في مقابلة مع موقع سالون: «تزداد فعالية الأشياء مع مرور الوقت. واحتاجت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى عقود من الزمن حتى تصبح قادرة على منافسة الطاقة ذات الأساسي الكربوني. وأرى احتمالاً مشابهاً في حالتنا هذه. لا يعتمد مستقبل الطاقة الشمسية –ولأكثر من سبب- على العلماء والمهندسين بقدر ما يعتمد على الناس الذين يقررون ما يرغبون الاعتماد عليه ودفع تكاليفه.»
ليس جيف الوحيد الذي يعتقد أن هذه الطريقة واعدة. فقد وضعت كل من الصين واليابان خطة لإطلاق محطة طاقة شمسية فضائية خلال 25 إلى 30 عام. وفي الولايات المتحدة، بدأت الشركة الخاصة سولارين كورب بجمع الأموال من أجل وضع تصميم وتنفيذ مرحلة تجريبية. وبدأت بجذب بعض الاهتمام المربح، فوقعت عقداً مع PG&EE، وهي من كبرى شركات تزويد الطاقة الكهربائية.
لن تكون أي من هذه المشاريع قادرة على تقديم الطاقة بفعالية قبل عقد كامل على الأقل، ولا يسع مستهلكي الطاقة العاديين إلا أن يأملوا بحدوث هذا بأسرع وقت. وفي العام الماضي، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن استهلاك الطاقة العالمي سيزداد بنسبة 50% تقريباً بين العامين 2012 و20400.
ناسا تطمح إلى الحصول على الطاقة الشمسية من الفضاء مباشرة

مارك كوبان: علينا الاستعداد لاستحواذ الروبوتات على وظائف البشر

باختصار
  • دعا مالك نادي دالاس مافيريكس مارك كوبان، إدارة الرئيس ترامب والمجتمع الأمريكي إلى الاستعداد للأتمتة؛ التي ستسيطر على الكثير من الوظائف.
  • مع تحوّل أكثر من 47% من الوظائف في الولايات المتحدة إلى الأنظمة المؤتمتة، يبقى السؤال الهام هو: ماذا سنفعل لمواجهة ذلك؟

سؤالٌ وتحذيرٌ

انضم رجل الأعمال الكبير ومالك نادي دالاس مافيريكس، مارك كوبان، إلى قادة التقنية الآخرين الذين يطلقون التحذيرات عن أثر الذكاء الاصطناعي والروبوتات على الوظائف. إذ حذّر كوبان خلال لقائه مع قناة سي إن بي سي من فقدان الناس لوظائفهم بسبب ازدياد عمليات الأتمتة في المستقبل القريب. وتابع ذلك بتغريدةٍ بعد  المقابلة، مصحوبةٍ بمقال.
ستؤدي الأتمتة إلى فقدان الوظائف، وعلينا الاستعداد لذلك. https://t.co/YEp5txG9aP
قال كوبان في حديثه مع سي إن بي سي: «أراهن بأن الشركات التي تبني المصانع الجديدة ستوظف عدداً أقل من البشر، وسيصبح الكثيرون بلا عمل.» وكرر كوبان بذلك مخاوف قادة التقنية الآخرين، كالمدير التنفيذي لتسلا، إيلون ماسك، ومؤسس مايكروسوفت، بيل جيتس.
وطرح كوبان سؤالاً مهماً: «كيف سيتعامل ترامب مع العمال المعزولين من وظائفهم؟» إذ لم تقدم الإدارة الجديدة أي خططٍ واضحةٍ لمعالجة تلك المسألة حتى الآن، وربما سيحفّز سؤال كوبان استجابة الإدارة.

الأتمتة أصبحت هنا

توقعت عدة دراسات بأن الذكاء الاصطناعي والروبوتات ستسيطر على وظائف كثيرة. وأشارت دراسةٌ إلى تحوّل نحو 47% من الوظائف في الولايات المتحدة إلى الأنظمة المؤتمتة، فضلاً عن أن 7% من الوظائف في طريقها إلى الأتمتة بحلول العام 2025. سيؤثر استبدال الوظائف على قطاعات متعددة منها النقل والتصنيع وتقنية المعلومات وحتى القانون.
يتوقع أن تغيّر الأتمتة معنى العمل، إضافةً لفقدان الوظائف، واقترحت الإدارة الأمريكية السابقة طرائق لمعالجة ذلك بعد استشارة عدد كبير من الخبراء، على الرغم من تأكيد معظمهم من أن الأتمتة ليست أمراً سيئاً. أحد الحلول المقترحة للتغلب على فقدان الوظائف هو برنامج الدخل الأساسي الشامل (UBII)، وبدأت عدة مؤسسات إجراء  التجارب عليه لاختبار فعاليته وقابلية تطبيقه.
باستحواذ الأتمتة على وظائف كثيرة حول العالم، يبقى سؤال كوبان مطروحاً: «ماذا سنفعل لمواجهة ذلك؟»
مارك كوبان: علينا الاستعداد لاستحواذ الروبوتات على وظائف البشر
جميع الحقوق محفوظة ل الهندسة 2016